في خضم المونديال مارين لوبين تفجر ازدواجية الجنسية



لم تفوت مارين لوبين زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرصة حيث استغلت تظاهرات شباب فرنسيين من أصل جزائري يحتفلون في مختلف المدن الفرنسين  بانتصار الفريق الجزائري لكرة القدم في مونديال البرازيل رافعين علم  الجزائر  لتفجر من جديد قنبلة اشكالية الجنسية المزدوجة او ما يسميه اليمين المتطرف الولاء المزدوج...و جاءت  تصريحاتها نارية ألهبت عنواين الصحف و صبت نار الجدل على  كاتبي الافتتاحيات و صانعي الرأي العام الفرنسي... و ذهبت مارين لوبين الى حد اعتبار ذلك بمثابة دليل قاطع على فشل سياسية الهجرة و ادماج المهاجرين الذي لطالما حلمت بها الحكومات اليمينية و اليسارية المتعاقبة.

ان تنتقذ الجبهة الوطنية حاملي الجنسية المزدوجة ليس جديدا على المشهد السياسي الفرنسي ففي أدبيات اليمين المتطرف شكلت قضية التنديد بالجنسية المزدوجة احدى ركائز التوجه الإديولوجي لحزب مارين لوبين فكان كلما اشتدت به الأمور اخرج هذا البعبع لمحاولة استقطاب و حشد قاعدته الانتخابية ..ففي تسعينيات القرن الماضي اثار جان ماري لوبين الأب انتباه الرأي العام الفرنسي  عندما وجه انتقاذات لاذعة لوزير اشتراكي آنذاك يدعى ليونيل ستوليرو و عاب عليه المعلومات التي تقول انه يحمل الجنسيتين الفرنسية و الأسرائيلة .

وفي السنوات الاخيرة استهدفت مارين لوبين في انتقاذاتها السيدة راما ياد التي تبوءت منصب وزير في حكومة فرانسوا فيون خلال ولاية نيكولا ساركوزي مشيرة انها تحمل الجنسيتين الفرنسية و السينيغالية ...و ذكرت مارين لوبين بجملة من كتاب لراما ياد تقول فيها انه اذا نشبت حرب بين فرنسا و السينغال فإنها ستختار بلدها الأصلي السينغال.

التنديد بالجنسية المزدوجة تقليد كلاسيكي في ثقافة اليمين المتطرف ...الجديد اليوم انه يأتي في ظروف سياسية ملتهبة حقق فيها اليمين المتطرف اختراقات سياسية قوية في الانتخابات البلدية و الاروبية و بذلك أصبح خطابه مسموعا اكثر و مواقفه تلقى صدى اكبر لدى الرأي العام الفرنسي الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية مزمنة ...ناهيك عن معاهد استطلاعات الرأي التي تؤكد في مختلف دراساتها ان حظوظ تؤهل مارين لوبين الى الأدوار النهائية لانتخابات الرئاسية المقبلة لا يستهان بها...

ان تعيد مارين لوبين  الى الواجهة قضية الجنسية المزدوجة  في هذه الظروف السياسية و الكروية وصفه المراقبون بمثابة استغلال سياسي هدفه استقطاب لمزيد من المتعاطفين مع اليمين المتطرف ... وقد قوبل هذا الجدل الجديد بصمت نسبي من طرف الطبقة السياسية الفرنسية فباستثناء البرلماني ايف جيكو المرشح لخلافة جان لوي بورلو لقيادة التيار الوسطي الفرنسي الذي اتهم مارين لوبين بالقيام بعمليات استفزازية حادة و عنصرية وباستثناء جمعية "س او س راسيزم" المناهضة للعنصرية التي نددت بمجمل مقاربة مارين لوبين في الموضوع لم تصدر عن باقي الطبقة السايسية الي تعليقات على الموضوع ...الا ان ذلك لم يستطيع بحسب بعض المراقبين تغييب تخوف واضح المعالم له علاقة بتأثير  هذا الجدل على اليمين التقليدي الذي يبحث حاليا عن شخصية قيادة   و مشروع سياسي ..و الخطر الواضح ان يدخل هذا اليمين التقليدي في مزايدة سياسية مع اليمين المتطرف و بذلك تكون مارين لوبين قد ربحت  الجولة الاولى من هذه المعركة
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.